أيها الآباء :هل أبناؤكم متفوقون؟

من طرف **SAADI** الثلاثاء فبراير 15, 2011 2:42 pm

للتربية دور بارز بل وأساسي في حضارة الشعوب وتطورها وهي الداعم الحقيقي لرفعة شأنها واستمرارها في البقاء كيف لا؟ وهي التي اهتمت بأغلى ثروات الشعوب ألا وهم الأبناء.
الثروة الحقيقة لأي مجتمع ويأتي على رأس تلك الثروة أبناؤنا المتفوقون رجال المستقبل في قيادة بلدانهم في جميع مجالات الحياة العلمية والتقنية والحرفية وعليهم تراهن الدول في سباقها للحاق بركب التطور في عصر يعد فيه امتلاك التقنية جوهر الصراع والمنافسة بين أقطابه.
إذاً فهم علماء المستقبل وبناة النهضة وقادة المجتمع وهم أيضاً الثروة البشرية التي يحتاجها المجتمع للبناء والنهوض.
ولقد تأكدت هذه الحقيقة من خلال ما نشاهده من تزايد الاهتمام بالمتفوقين وتوجيه البحوث وانهماك الباحثين في المجالات النفسية والتربوية والاجتماعية للكشف عن المتفوقين وذلك بهدف العناية بهم والعمل على تحقيق التوافق الشخصي لهم وتغذيتهم بالمعلومات الإضافية لزيادة قدرتهم وإمكاناتهم وعلاج المشكلات التي يواجهونها ومساعدتهم على الاستمرار في التفوق والتقدم العلمي.
لقد اتفق علماء التربية على أنه من الضروري الكشف عن الطفل المتفوق في سن مبكرة لأن المشكلات الشخصية للطفل المتفوق ترجع إلى طفولته المبكرة وهنا تكمن الحاجة للعناية بالمتفوق في مدارسنا.
فالمسؤولية الأولى تقع على المدرسة في التعرف على قدرات أبنائها والعمل على تطويرها منذ التحاقهم بها لكي تسهم في تحقيق أهداف مجتمعنا من خلق جيل من العلماء القادرين على الوفاء بها.
فالعلماء والمفكرون إنما هم نماذج لطلاب متفوقين شكلوا أثراً شخصياً عميقاً في شعوبهم وبالتالي فإن العناية بالمتفوقين تعد عناية بثروة بشرية وعلى هذا فلابد لنا من زيادة الوعي والاهتمام بهذه الفئة.
فمن هم المتفوقون؟ وكيف نتعرف عليهم؟
لقد ظهرت عدة تعريفات لتوضيح مفهوم التفوق وذلك بسبب أن هذا المفهوم هو عبارة عن مفهوم نسبي يختلف باختلاف الزمان والمكان وأيضاً المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها.
فعرفت الجمعية الوطنية للدراسات التربوية بأمريكا المتفوق بأنه: هو الذي يظهر أداء مرموقاً بصفة مستمرة في أي مجال من المجالات ذات الأهمية وهي:

1- القدرات العقلية.
2- الاستعدادات الأكاديمية الخاصة.
3- التفكير المنتج الإبداعي.
4- القدرات القيادية.
5- الفنون الأدائية البصرية.
6- الاستعدادات الرياضية.
كما يمكن لنا التعرف عليهم من خلال المدرسة وذلك على النحو التالي:
1- الحاصلين على تقدير ممتاز في جميع المواد الدراسية والحاصلين على أعلى المجاميع في امتحان العام الدراسي السابق.
2- المتميزون في الأنشطة التربوية كالإذاعة والتمثيل وحفظ القرآن الكريم والكتابة والمسابقات الدينية والرياضية والفنية وغيرها.

صفاتهم وخصائصهم
إن الإلمام العام بخصائص المتفوقين وصفاتهم على درجة عالية من الأهمية حيث إنها تمكن كلا من الأبوين والتربويين عموماً من التعرف عليهم وذلك من أجل سهولة اكتشافهم ومن ثم تحديد جوانب التميز لديهم فمن هذه السمات:

1- القدرات العقلية العالية وتشمل:
أ- إيجاد الحلول غير المألوفة للمشكلات.
ب- تنظيم الأفكار وإنتاج أفكار جديدة.
جـ- القدرة على التصميم.
د- ارتفاع معدل الإنجاز والتحصيل في الظروف العادية.
2- التكوين الجسمي والحالة الصحية جيدة ومعدل النمو لديهم أفضل من الأطفال العاديين مع الميل إلى ممارسة أسلوب القيادة غالباً.
3- قوة الملاحظة والاسترجاع والتحليل مع طول فترة التركيز أكثر من غيرهم.
4- سعة فهم وتقديم المعلومات والحقائق مع المبادرة إلى اقتراح الحلول للمشكلات المدونة في المعايير والقدرات التي قد لا تكون واضحة للآخرين.
أ- كثرة الاستفسارات لمعرفة ماوراء الأشياء والظواهر التي يمرون بها وذلك بسبب قوة غريزة حب الاستطلاع، لذا فمن الواجب على الأسرة إجابة طفلهم إجابة صادقة وبشكل مبسط يدركه الطفل وعدم الضجر من أسئلته وفي الغالب تكون أسر المتفوقين عبارة عن أسر متوسطة ومستقرة ومتفاهمة مع انخفاض التوتر في العلاقات بين أفرادها.

مشكلاتهم
- قد تؤدي هذه المشكلات إلى إعاقة نمو المتفوق وإلى تأثيرات سلبية في تكوينه العام فلا بد له من التوجيه والرعاية المستمرة رغم أن له قدرة عالية على مواجهة المشكلات، والأزمات وهذا يختلف من متفوق إلى آخر حسب ظروفه وإدراكه لتفوقه وما قد يعيقه من مشكلات وأيضاً مساعدة المحيطين به من الوالدين والمعلمين ومدى تقديم المساعدة له في الوقت المناسب.

وتنقسم هذه المشكلات إلى:
مشكلات داخلية «نفسية» ومن أمثلتها:
1- الشعور بالوحدة نتيجة الاختلاف بينه وبين أقرانه في الميول والنشاط.
2- الشعور بالنقص بسبب عدم قدرته على الاندماج في جو الجماعة والاستمتاع باللعب.
3- الضغط النفسي نتيجة التحديات التي يقوم بها لإثبات قدراته.
** المشكلات الأسرية:
1- سلبية الوالدين وعدم الاهتمام أو حتى تشجيع ابنهم على التفوق إذا لا بد من فهم الآباء لأهمية المتفوق وأساليب رعايته والعناية به نحو مزيد من التقدم.
2- الفارق الثقافي بين المتفوق وأسرته مما يؤدي إلى عدم الإنسجام في جو الأسرة.
3- المبالغة في التقديرات التي تضعها الأسرة لقدرات المتفوق مما يشعره بالإحباط فلا بد من توفير الفرصة للمتفوق للتعبير عن تفوقه وإظهار مالديه من قدرات وتنميتها والتعاون مع المدرسة وتنفيذ توجيهاتها المبنية على أسس سليمة.
جـ- المشكلات المدرسية:
1- استياء زملائه في الصف من تفوقه الدراسي.
2- المبالغة في الرعاية التعليمية وعدم الاهتمام بالنشاط من المعلمين والمبالغة في مدحه وإطرائه مما يؤدي إلى الغرور إذ لابد من العناية والاهتمام والتشجيع على التحصيل مع زيادة التأكيد على النجاح الذي لا يولد الغرور.
3- إغفال غريزة حب الاستطلاع لديهم وافتقارنا إلى المعلم القادر على تشخيص قدرات المتفوق واكتشافها فلابد من توفير المعلم الكفو القادر على فهم المتفوق.
4- ضعف بعض المناهج وجمودها: فقد لا تحاكي اهتمامات المتفوق وتلامس واقعه بالإضافة إلى خلوها من الأنشطة العقلية والثقافية المشجعة لروح التفكير والابتكار.
5- صغر المبنى الدراسي وما يسببه من نقص في الإمكانات والتجهيزات اللازمة والضرورية من المعامل والوسائل والملاعب وأيضاً الاهتمام بالأنشطة الصفية وغير الصفية لإبراز القدرات والميول والملكات للمتفوق.

* المراجع:
1- أحمد حسني المذكرة الصحية والتفوق الدراسي - الطبعة الثانية 1419هـ.
2- الإدارة المدرسية للتوجيه والإرشاد. دليل المرشد الطلابي - الطبعة الثامنة 1422هـ.
3- محمد قاري، التوجيه والإرشاد الطلابي مع تطبيقات من المملكة العربية السعودية - الطبعة الأولى 1418هـ.

منقول للفائدة